الثلاثاء، 7 فبراير 2023

الشاعرة عائدة الطلوزي تكتب ما أشد مصابك سوريا

 ما اشد مصابك سوريا

بكيت حزنا وألما من قاع الفؤاد

بكيت وجعا حتى أُدميت المقل

خانتني الكلمات والعبرات 

وخانني القلم

وفاض الحبر سيلا وأتلف الكلم

ضاق صدري وعلقت الآهات

وحشجرات كلمات أصبحت صنم

ماذا اقول في حضرة الموت

شعب سوريا ما أشد المصاب

منذ سنوات وهو يحارب الفناء

يعض على جرحه النازف بالصبر

ويخنق الاَنات بين الضلوع

يحبس غصبا الشهقات والزفرات

يبكي بصمت كصمت الليالي

حرب ودمار وتشريد وفناء

وخيم في صحاري البيداء

لا مأوى له ولا حتى لأحزانه

فأحزانه فاضت وعمت الفلاة

حتى هجرته كانت وبالا وفواجع

وأصبحت قبورهم في البحار

وربما دفنوا في رمال الشواطيء

ومن بقي منهم يتمسك بأرضه

كان محروما يأكل الجوع بطنه

وتكمل الكوارث فواجعه واوجاعه

ما كفاهم ظلم الحكام فوق الأرض

فانشقت الأرض وجلجلت 

وزلزلت تحت اقدامهم

وهدمت من جديد مسكانهم

أطفال ونساء وشيوخ وشبابهم

أضحوا رفاتا تحت ركام بيوتهم

هذا قضاء وما شاءت الأقدار

ربما أحبهم الله كثيرا 

وحزن على لوعات قلوبهم

أخذهم هناك في حمى رحمته

وزيادة في تكريمهم هم شهداء

في جنات الله الخالدة

أليست الشهادة أنبل من الموت

كل يوم في اوج الحياة؟؟

هذا قدر من يؤمن بالله

والله القدر بيده ويحكم بما يشاء

العين تبكي والقلب يحزن

ولكن لا مرد لقضاء الله وعدله

أليس العدل والمساواة في السماء

ينعمون بها بأرائك من سندس

وشرابهم ماء عذب رقراق

ويأكلون ما تشتهي أنفسهم

ما عادوا في وطنهم لقطاء

وزد على ذلك أنهم شهداء

ظلمتهم الأرض وظلمهم البغاة

ووجدوا الرحمة


والعدل عند الله

 في السماء

عائدة طلوزي ...الأردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق