الأربعاء، 8 فبراير 2023

الدكتور محمد عبد القادر زعرورة يكتب كان القمر جاري

 ..................... كَانَ الْقَمَرُ جَارِي .......................

... الشَّاعر الأديب ...

...... محمد عبد القادر زعرورة ...


كُنتُ جَارَ الْقَمرِ 

وَكَانَ الْقَمَرُ جَارِي

كَانَ يَهْوَاني الْقَمَرُ 

وَأَنَا لَسْتُ دَارِي

يَنْظُرُ إِلَيَّ مِنْ خَلْفِ الْسِّتَارِ 

كَلُؤْلُؤَةِ الْبِحَارِ

كَانَ يُبْهِرُنِي وَيَبْتَسِمُ 

فَيَزْدَادُ اِنْبِهَارِي

كُنْتُ أُبْهِرُهُ فَيَهْمِسُ لِي 

أَهْوَاكَ بِاخْتِيَارِي

كَانَ يَتْبَعُني الْقَمَرُ وَيَقُوْلُ لِي 

أَنْتَ خَيَارِي 

يَمْشِي وَرَائِي خِلسَةً وَيَهْتِفُ لِي 

آهٍ يَا نَارِي

أَهْوَىَ جَمَالَكَ وَالْعُيُونُ بِلَوْنِهَا 

أَسَرَتْ قَرَارِي

هَوَاكَ في قَلْبِي لَهِيْبٌ في 

رُوحِي كَالْإِعْصَارِ

وَلَقَدْ كَوَيْتَ مُهْجَتِي بِالْهَوَىَ 

وَشَغَلْتَ أَفْكَارِي 

وَإِنْ غِبْتُ عَنْ عَيْنِهِ يَوْمَاً 

يَسْتَقصِي أَخْبَارِي

كُنْتُ أنظُرُ لِلْقَمَرِ فِي كَبِدِ الْسَّمَاءِ 

وَالْقَمَرُ يَنْظُرُ لِي

أَرَاهُ وَأَسْمَعُهُ يُكَلَّمُنِي وَيَقُولُ أَنْتَ الْقَمَرُ 

وَسَوْفَ يَنْزِلُ لِي

أَغَارُ عَلَيْكَ مِنْ غُيُومِ الَّلَيْلِ تَأْسُرُكُ 

وَتَنْسَىَ تُغَازِلُنِي

وَأَخَافُ تَحْجُبُكَ عَنِّي غُيُومٌ دُكْنٌ 

سُودٌ أَوْ سُمْرٌ 

بِيْضٌ أَوْ شُقْرٌ وَتَنْسَىَ رُؤَايَ وَلَا تَسْأَلُ 

عَنِّي أُوْ تُكَلِّمْنِي

أُرِيْدُ تَرَانِي دائماً وَأَرَاكَ وَتَسْهَرَ مَعِي 

لَيْلِي وَتَذْكُرْنِي

 تُسْعِدُنِي تُسَامِرُنِي وَتُفْرِحُنِي بِرُؤَاكَ 

أَوْ شِئْتَ تَأْمُرُنِي

قُلْتُ لَهُ أَنَا جَارُ الْقَمَرِ 

وَالْقَمَرُ جَارِي

يَمْشِي وَرَائِي بِرِقَّتِهِ وَأَخْجَلُ إِذَا نَادَانِي 

يَا مُحَيِّرَ أَفْكَارِي

وَتُصْبِحُ خُدُودِي مِنَ الْخَجَلِ 

تُفَّاحَ أَحْمَرَ

 وَقَلْبِي مِنَ الْخَجَلِ 

يَغْلِي فَرَحَ 

وَالْدَّمُ في شَرَايِيْنِي 

مِثْلَ الْنَّهْرِ جَارِي 

أَرَاهَا تَنْظُرُ لِي قَمَرَ وَأَرَاهَا 

مَثْلَ رُؤْيَتِهَا قَمَرَ 

لَكِنَّنِي أَخْجَلُ أُفَاتِحُهَا لِأَنَّهَا 

في الْسَّكَنِ جَارِي

وَهِيَ تُنَادِيْنِي قَمَرُ قَلْبِي قَمَرُ رُوحِي قَمَرُ عَقْلِي 

وَأَنَا خَجْلَانٌ

تَنْظُرَ لِي 

وَأَنَا خَجْلَانُ 

تَحْكِيْنِي 

وَأَنَا خَجْلَانُ 

تَبْكِ لِي 

وَأَنَا خَجْلَانُ 

تَخَافُ غَيْمَةٌ مِنْ غُيُومِ الْمَطَرِ تَحْجِبَنِي 

وَتَحْجِبَهَا عَنِ الْرُّؤْيَا

وَيُصْبِحُ فِي خَبَرِ كَانَ الْضِّيَا وَالْنُّوْرَ فِي 

عَيْنِي وَعَيْنَيْهَا

وّنَعِيْشُ عَلَىَ الْذِّكْرَىَ 

ذِكْرَىَ الَّلَحَظَاتِ الْبِيْضِ فِي ضَوْءِ الْقَمَرِ 

وَضِيَاءِ الْشَّمْسِ

تَبْكِ وَدَمْعُ عَيْنَيْهَا مِثْلَ مَاءِ الْنَّهْرِ عَلَىَ 

الْخَدَّيْنِ جَارِي 

وَتَحَقَّقَ خَوْفُهَا 

وَشَاءَتْ أَعَاصِيْرُ الْزَّمَانِ الْعَاصِفَةِ 

تَحْجُبَ قَمَرَهَا

وَضَاعَ الْقَمَرُ مِنْهَا وَذَبُلَتْ كَزَهْرَةٍ أَصَابَهَا 

جَفَافُ الْنَّهْرِ

وَمَاتَتْ قَهْرَ

وَمَا زَالَ الْقَمَرُ يَبْكِ الْقَمَرَ 

طُولَ الْدَّهْرِ

وَيَذْكُرُ أَنَّهُ كَانَ الْقَمَرُ 

جَارَ الْقَمَرِ  

وَيَبْقَىَ الْقَمَرُ يَهْوَىَ الْقَمَرَ ......


.......................................

كُتِبَ


تْ في / ٢٣ / ١ / ٢٠٢٣ /

... الشَّاعر الأديب ...

...... محمد عبد القادر زعرورة ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق