الأحد، 5 مارس 2023

الدكتور محمد عبد القادر زعرورة يكتب دوامة إعصار

 ...................... دَوَّامَةُ إِعْصَارٍ ..........................

... الشَّاعر الأديب ...

........ محمد عبد القادر زعرورة ...


تَسْهَرُ الَّلَيْلَ تُسَامِرُهَا النُّجُومُ

وَأَسْهَرُ الَّلَيْلَ وَأَحْلَامِي صَدِيْقِي


وَجْهُهَا دَوَّامَةُ إِعْصَارٍ شَدِيْدٍ

وَفُؤَادِي في هَوَاهَا كَالْغَرِيْقِ


تُغْمِضُ عَيْنَيْهَا عَلَىَ حِبٍّ أَنِيْقٍ

وَأُغْمِضُ عَيْنَيَّ عَلَىَ وَجْهٍ رَقِيْقِ


إِذَا غَفِلَتْ عُيُوْنِي أَيْقَظَتْهَا

بِنَظْرَةِ عَيْنَيْهَا قَالَتْ أَفِيْقِي


كُنْتُ أَرَاهَا بِأَزْهَارِ الْقُرُنْفُلِ

وَكَانَتْ تَرَانِي بِحَبَّاتِ الْعَقِيْقِ


لِغِيَابِي عَنْهَا يَشْوِيْهَا الْنَّوَىَ

لِغِيَابِهَا عَنِّي يَشْتَعِلُ حَرِيْقِي


يَسِيْرُ بِدَرْبِهَا الْسَّالِكِ فُؤَادِي

وَبِرِمْشِ عَيْنَيْهَا رَسَمَتْ طَرِيْقِي


وَإِنْ اِبْتَعَدْتُ عَنْهَا ذَاتَ يَوْمٍ

بَكَتْ عَيْنَاهَا لِغِيَابِ الْرَّفِيْقِ


كَأَنَّ الْدَّمْعَ في عَيْنَيْهَا يَحْكِي

حِكَايَةَ حُبٍّ مِنَ الْزَّمَنِ الْعَتِيْقِ


وَأَقْرَأُ في الْدَّمْعَاتِ حُرُوْفَ صِدْقٍ

عَلَىَ الْخَدَّيْنِ بِالْخَطِّ الْأَنِيْقِ


فَأَمْسَحُ الْدَّمْعَاتِ بِبَطْنِ كَفِّي

يَفُوْحُ الْعِطْرُ مِنْ مَاءِ الْرَّحِيْقِ


كَأَنَّ عَيْنَيْهَا بُسْتَانَ وَرْدٍ

وَإِنْ دَمَعَتْ فَاحَ الْعِطْرُ الْحَقِيْقِي


أَشْتَمُّ خَدَّيْهَا فَأَغْرَقُ في هَوَاهَا

أُقَبِّلُهَا أَضِيْعُ عَنِْ الْطَّرِيْقِ


وَأَنْظُرُ في عَيْنَيْهَا يُبْهِرُنِي الْضِّيَاءُ

وَالْنُّوْرُ في عَيْنَيْهَا صَاعِقَةُ الْبَرِيْقِ


فَتَصْعَقُنِي الْأَنْوَارُ تُرْدِيْنِي حَبِيْبَاً

تُذَوِّبُهُ صَوَاعِقُ نَظَرَاتِ الْعَشِيْقِ


فَأَغْدُو كَالْعَصِيْرِ بِقَلْبِ كَأْسٍ

وَتَرْشِفُنِي إِذَا اِشْتَاقَتْ لِرِيْقِي


تَبِلُّ الْرِّيْقَ بِي صُبْحَاً مَسَاءً

وَتَهْتِفُ هَا أَنَا أَشْرَبُ عَشِيْقِي


يُذَوِّبُنَا الْهَوَىَ نَغْدُوا مَزِيْجَاً

مَتَىَ شَاءَ الْهَوَىَ يُعْلِنُ عِتَاقِي


وَيُفْسِحُ لِي الْمَجَالَ لِكَي أَرَاهَا

وَحِيْنَ تَرَانِي تُسَارِعُ في عِنَاقِي


تُعَلِّقُنِي عَلَىَ الْجِيْدِ الْجَمِيْلِ

كَعُنْقُوْدٍ مِنَ الْعِنَبِ الْعَقِيْقِي


وَتَفْخَرُ أَنَّنِي عِشْقُ هَوَاهَا

وَتَجْعَلُ حُبَّنَا عَقْدَاً حَقِيْقِي


فَلَا الْأَنْوَاءُ غَالَتْ حُبَّنَا

وَلَا الْأَرْزَاءُ في دَرْبِي مُعِيْقِي


فَمَا زِلْتُ أَعِيْشُ في هَوَاهَا

وَمَا زَالَتْ عَلَىَ دَرْبِي رَفِيْقِي


وَتَرْعَانِي بِرِمْشِ الْعَيْنِ مِنْهَا

وَتَحْضُنُنِي وَلَا تَشْعُرُ بِضِيْقِ


فَمِثْلِي لَا يُضَامُ لَدَىَ حَبِيْبٍ

وَلَيْسَ لِمِثْلِي في الْعِشْقِ عَشِيْقِ


فَلَا غَابَتْ وَسَامَتِي إِنْ هَرِمْتُ

وَلَا ذَبُلَتْ وَلَا خَفَتَ بَرِيْقِي 


....................................

كُتِبَتْ


في / ٢٥ / ١٠ / ٢٠٢٠ /

... الشَّاعر الأَديب ...

....... محمد عبد القادر زعرورة ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق