الأحد، 5 مارس 2023

الشاعر محمد راقي يكتب السم القاتل

 ( السم القاتل )

-من البحر الكامل-

✍️محمد راقي 


يَا شارِبَ الدُّخانِ هلْ لكَ مِنْ آمِرِ 

يَنْهاكَ او لكَ منْ ضَميرٍ زاجرِ. 


ما زِلتَ ترْتَعُ في نَوازلَ جَمّة 

يا مُدْمِنًا لِلتّبغِ والسَّجائِر.


إنَّ السّجارة لَوْ تُعَبِّرُ عَبَّرَتْ 

إنِّي سمُومًا فَانْتَبِهْ مِنْ ضَائِري. 


تلهُو وتَسْعى والجَوَى لكَ لازِم

ترجُو الرِّيادَةَ مِنْهُ كالمُقامِر. 


ذاقَ البُخَاخَ فَراحَ يُفْنِي عُمرَه 

عَبَثًا ولمَّا يَنْأى فليْسَ بِقادِر. 


وَمَشى معَ الأيّام يَحْتَسٍي سُمَّها 

يُمْسِي على الرّشَفاتِ مِثْلَ السّاعِرِ. 


ويُكابَدُ الأيٌامَ تَرجِعُ مِثْلمَا 

كانَتْ وقدْ تَعِبتْ كالجِسمِ الخائِر. 


ماذا دهَاك وما دهَاني دهْشًةً !!!؟؟

تَغْشَى المَخاطِرَ سِلْوَةً للخاطِر. 


هذا هوَ الحالُ المَآلُ بِِعَيْنِهِ 

أَخْطأتَ ظنًّا في المَآل الخاسِرِ.


لوْ لمْ يكنْ في التِّبغِ إلاّ حَسْرةً 

ما بيْنَ أمراضّ وبينَ خَسائِر. 


لوْ كان يَعْلمُ عِلمُكَ كم عِلًّة 

صارتْ عليكَ بِفعلِ سُمّ غادِر. 


عَجبًا لمنْ طاوعَ الخبِيثَ بنفسهِ 

يُغْري قُلُوبَ الخَلقِ في الظَّاهِر. 


فالنّفسُ في شَهَواتَها إنْ لمْ تَكُنْ 

رَدْعًا لهَا عادَتْ بِطبْعّ مَائِرِ. 


جعَلَ الإلهُ صَلاحُنًا في جِسْمِنا 

والمَرءُ مُرْتَهَنٌ بِجسْمٍ طاهِرِ. 


 وًمَواقِفُُ الإنْسانِ خِبْرَة عَاقِل 

إنْ لم يَزنْها بميزانٍ التَّاجِر. 


ربِّي كريمٌ لا يُحَرّمُ نِعْمَةً

إلاّ بِها ضُر كالسّهْم البَاتِر. 


منْ لِلْمَعَالي والمَنَافِع راغِب 

والمَرءُ مَأمُور بالفِعْلِ الطَّاهِر. 


أٍرْمِ الكَريهَةً بالنَّصيحَةِ وَارْتَشٍفْ 

صَفْوً الهَواءِ ولاَ العُجًاجِ القَاتِرٍ. 


والحَقّ جاهِدْهَا وقاتِلْ تُوقَهَا

تُرْدِي أَمَانِيهَا بِذاتِ الخَنْجَرِ. 


وتَجَنّبُوا منْ كانَ منْ رُوَّادِهَا 

إِنَّ القَرينَ لهُ الجَوَى كالسَّاحِرِ.


طُوبَى لِمنْ في النّاس أمْسَى سَالِمًا 

أوْ باتَ مَحْفُوظًا بِحِفْظِ السَّاتِر. 


والنَّفْسُ طامِعَةً متَى طاوَعْتَها 

ضاعَتْ وصَارَ هَلاكُهَا فِي الآخِرِ.


*بقلم محمد راقي من المغرب*


(شرح بعض الكلمات:)

ضائري: أي ما يرجع من ضر وهلاك.

الجوى: شدة العشق وما يورثه من حزن.

البخاخ: صيغة مبالغة من بَخَّ وهو الدخان أو السائل الذي يخرج بقوة الاستنشاق من السيجارة. 

مائر: أي طبع فاسد 

الباتر: القاطع .. كالسيف القاطع.

القاتر: نقول قَتَرَ اللَّحْمُ : اِنْتَشَرَ قُتَارُهُ فِي دُخَانِهِ وَرَائِحَتِهِ.

تُوقَهَا: تاقت النفس إلى الشيء ، توقا ، وتوق


انا ، اشتاقت ونزعت إله ، ومنه: كراهة الصلاة بحضور طعام تَتُوقُ إليه ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق