السبت، 11 مارس 2023

الأديبة هبه الله يوسف محمود سند تكتب مقال بعنوان ناقصات عقل ودين

 (بمناسبة اليوم العالمي للمرأة )


ناقصات عقل ودين


بقلم الكاتبة والفنانة التشكيلية 

ـ...هبة اللّـه يوسف محمود سند


إفتخري كونك إمرأة وأن النساء ناقصات عقل ودين 


 فأنتى رغمًا عن أنف الجميع الأم ، والإبنة ، والحبيبة ، والزوجة ، أنتي نصف المجتمع وتقومي بتربية النصف الآخر أصحاب العقول الكامله ، فكيف بناقصات العقول تربية أشخاص يجدوا بأنفسهم الكمال ؟

الكمال لله وحده


من الجمل الدارجة التي يستخدمها أغلب الرجال ( إلا من رحم ربي ) سفهاء العقول ليتواروا خلفها من حقيقة ضعفهم ، وغبائهم ، وسطحيتهم في التفكير ، بل وتعاليهم الفارغ في شيء أو صفة خلقها الله لحكمة عظيمة يجهلوها ،

وليست من صنيع إنجازهم العظيم والمشرف أو مكتسبة مثلاً من رجاحتهم وقوتهم وحسن تعاملهم ، كمن يغتر ويتعالى ويتكبر ويفتخر بمال موروث ، أو سطوة ونفوذ أبويه ، أو جمال من الله ليس له من شيء في خلقه ، وما إلى آخره .


إستخدام هذه الجملة للتقليل أو السخرية من المرأة ما هو إلا جهل واضح ببواطنها ومعناها ، الذي يجهله البعض 

فهذه الجملة من وجهة نظري تكريم ورحمة للمرأة وليست إهانه لها

فتفسيري لها أن الله سبحانه وتعالى جل شأنه ، خلق المرأة وكرمها بعاطفتها التي سبقت تفكيرها ، وهذا ليس غباء أو سذاجة ، أو طيبة مفرطة تصل للعته أو الجنون ، ولكن غريزة ورحمة لها ولمن حولها أنه عندما يتحدث قلبها تقف كل قوانين العقل والمنطق بل والدنيا ككل عن العمل ، بل وتعجز عن إقناعها بعكس أو حقيقة ما لمس قلبها وأقنعه وحرك وناشد عواطفه فجعلها ترضخ له .

لذلك نجد المرأة في أغلب الأحيان تضحك وتسعد بلا سبب واضح ، وتبكي بلا مبرر ، تثور على أتفه الأسباب كبركان على وشك الانفجار ، وتهدأ كبركان خامد منذ آلاف السنين في لحظات .

ورغم تشبيهي اللا منطقي الذي أعرضه الآن والذي أراه عندما كتبته أمامي ، وعندما سيقرأه أي شخص آخر ، أن هذا الوصف الذي أصفه يأخذنا صوب الجنون .

 إلا أنه سيفهمه من يمتلك عمق ورجاحة في التفكير وسيلخص ما كتبت في أن الأنثى ، كائن عاطفي محض ، كتلة من المشاعر المختلطة التي تجعلها تسعد وتندفع من أقل الأشياء ، وأيضًا تغضب وتثور من أتفه الأشياء والمواقف .

 وهذا في نظري ليس عته وإنما رحمة وهبه من الله لها ولمن حولها لترحم أطفالها وتحنوا عليهم وتنسى هفواتهم وغلطاتهم وضغوطهم ومسؤوليتهم المرهقة لها بأقل الكلمات ومن إبتسامة منهم وكأن شيئا لم يكن ، لترحم زوجها وحبيبها وتسامحه على أخطائه وقسوته وجموده وجحوده وسوء تعامله وتصرفه معها ، وتحنوا عليه عندما يراضيها بكلمات جميله أو أفعال ومواقف تلمس قلبها فتنسى كل شيء ، كأن لم يكن وتعود لأحضانه ، هو هنا لم يتحدث لعقلها بقوانينه ، بل خاطب قلبها 

فرضخت له ، وطوعت كل قوانين العالم ووضعتها بين يديه .

(لعلهم يفقهون )

هذا ليس غباء أو سذاجه او جنون إنما مشاعر ورحمه وحنان فائض زرعهم الله بقلبها لتكن السكن والسكينه والأمان والرحمة لأسرتها . 

فهل يحق للرجال التقليل من حكمة الله في خلقه .

المرأة بنصف عقلها وكامل قلبها تقوم بما لا يستطيع أغلب الرجال القيام به بعقلهم الكامل وتقوم به بنفس راضيه وإجاده وإتقان يفتقر له أغلب الرجال 

فهي تعمل في الخارج لتوفير القوت لاسرتها كالرجال في ظل الظروف المريرة التي نمر بها ، ثم بعد العمل في الخارج تذهب لبيتها تكمل عملها في البيت من تحضير طعام وتربية ابناء واهتمام بمنزل كامل بأفراده وتتحمل مسؤوليتهم بشكل لا يستطيل رجل يعيش بمفرده ان يتحملها عن نفسه فما، بالك بأسره واطفال 

الانثى بنصف عقلها تدير حياتها وحياة من حولها وقلبها هو من يساعدها على الاستمرار دون كلل او غضب فتضغط على نفسها ليسعد من حولها وتستحمل فظاظتهم وقسوتهم وعدم تقديرهم .

فما بالك لو كمل عقلها ، فهل سيقف أحد من الرجال أمام كمال قلبها وعقلها.

هي تستطيع ان تقوم بدور الرجل خارج المنزل والمرأه داخل البيت بنصف عقل يا معشر الرجال .

وبكمال قلبها تحبكم وتحتاج لحنانكم وعطائكم وتقديركم لمجهودها لا الاستخفاف والتقليل منه .

فهل اذا كمل عقلها ستحتاج اليكم ، هل ستسامحكم على غبائكم في حقها ، هل ستصبر وتحب وتحنوا عليكم رغم عدم تقديرها .

هل ستنسى سوء تصرفكم في حقها واهمالها .

الرسول عليه افضل الصلاة والسلام قال في وصيته الأخيره استوصوا بالنساء خيرا ولم يحدد وقت لهذا الخير والعطاء والمعامله لتكون في جميع أحوالها غضبها وحبها وقسوتها فهن خلقن من ضلع أعوج ليس ضلع خرب ، ولكن ضلع قريب من القلب اعوج ليكن هين لين سهل التشكل بما يلمس القلب ، وهذه رساله للرجال لمن يمتلك رجاحة في الفكر وحسن النوايا يتعامل بأسس ديننا الكريم وليس بنصوصه .

ورسولنا الكريم عندما اوصى الرجال بالنساء ، وقال رفقًا بالقوارير ، له حكمه ايضا في ذلك فتشبيه النساء بالزجاج او القاروره له دلاله على هشاشتها واحتياجها لمعامله خاصه وعنايه واهتمام من نوع خاص حتى لا تُكسر ، لأنها ما إن كُسرت من الاهمال وسوء المعامله والكلام وعدم الاحتواء جرحت من يحملها أيا كان ( ما إن كُسِرت جَرحت من حولها ) 

هذه حكمه وبلاغه ورساله لا يفهما أيًا كان .

وتفسير ناقصات دين جميعنا نعلم معناه لا يحتاج منا شرح ، لظروف فرضها الله عليها وأيضًا لحكمة ولسبب لتكن سبب في إستمرار الحياة وتُربة صالحة وأرض خصبة للإنجاب ، وهذا يعني أيضًا تكريم للمرأة وليس تقليل منها ، أن نقص دينها في إعفائها من القيام ببعض الفرائض في أوقات معينه سبب في إستمرار الحياة وإكمال دين الجنس الاخر ( الرجال ).


(لعلهم يفقهون) .


في اليوم العالمي للمرأة يجب أن تفتخر كل إمرأة أنها بنصف عقل وكمال قلب ونقص دين 

وأنها أساس أستمرار الحياة 

وأن الله كرمها من فوق عرشه وسماه جل علاه ،لتكن خير متاع الدنيا 

فخير متاع الدنيا المرأة الصالحه 

فما أكرمكِ إلا شخص رحيم وكريم وما أهانكِ ألا الغبي المتعجرف الأناني واللئيم .


أنتى لست ناقصه عقل ،يكفيكى إكتمال قلبك ورحمتك على أن تعيشي بلا قلب أو شعور أو ضمير.

فالرجل يستطيع أن يعيش بلا قلب (معتاد ) يغلب عقله عليه في أموره .

إما أنتِ عندما تفقدي قلبك ورحمتك وعطفك فى هذه الحياة إعلمي جيدًا أنه سيختل توازن الكون والحياة ، فحتى الرجال لن يستطيعون الإستمرار في الحياة.

وعند إكتمال عقلك لن يستطيع أى رجل التحكم بكِ أو الدخول إلى قلبك أو عالمك دون إرادة وإذن منك ، لن تجدي فيهم من يلامس عقلك وقلبك وتفكيرك معادلة صعبة ولم يجد ربك أجدر منكِ لتقومي بهذا التوازن العظيم فلا تتنازلى لأحد .

 وقدرك وقيمتك إفرضيهم على من حولك .

فأنتي رغمًا عن أنف الجميع الأم ، والإبنة ، والحبيبة ، والزوجة ، أنتي نصف المجتمع وتقومي بتربية النصف الآخر أصحاب العقول الكاملة ، فكيف بناقصات العقول تربية أشخاص يجدوا بأنفسهم الكمال ؟


الكمال لله وحده

  

هہمہسہآتہ حہآئرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق