الجمعة، 3 نوفمبر 2023

الشاعر عبد الملك العبادي كتب طوفان القدس

 ((طــــــوفـــــان الـــــقـــــدس))


شــعـبٌ تـمـتّـعَ بــالإصـرارِ جــبـار

مـــا ضَـــرّهُ خَــائـنٌ ثَـعْـلٌ ومَـكَّـار


سـبعونَ مـرّتْ عـلى إذلالـهِ ذهـبتْ

ومـــــا تــبـقّـى لــــه أرضٌ ولا دَار


حـتـى تـجـلى عـلـى أحـرارهِ قَـدرٌ

كـأنـهُ الـوعـدُ فــي أكـنـافهِ ثــاروا


ثـاروا عـلى الظلمِ والتاريخُ يرقبهمْ

وفـــوقَ إصـرارهـمْ وعــدٌ وأقــدار


طـوفانهمْ كـانَ درسًـا في سياستهِ

يُــقـارِعُ الـكـفرَ فــي أعـمـاقهِ نَــار


يـا شـعبَ غـزةَ إنَّ الـنصرَ موعدُكمْ

عـلـى الـطـغاةِ وبـعدَ الـعُسْرِ أَيـسَار


ألا فـقـولوا: لـمـن زلّــتْ بـهمْ قَـدمٌ

أنَّ الـكـيـانَ جــبـانٌ أهـلـهُ خــاروا


لا يَـقـدرونَ لـزحـفٍ رغــمَ كَـثرَتِهمْ

ولا يُـــواجِــهُ مَـــهــزومٌ ومُــنـهَـار


وكـلـما جـاءهـمْ أمــرٌ أنِ انـطـلقوا

ولّــوا فِـرارًا عـلى أَدْبَـارهمْ سـاروا


وأنَّ غــــزةَ لا يــقـوى لــهـا بَــشـرٌ

وإنْ رمـــى أهـلَـهَـا بـالـنَّـارِ طــيّـار


وكـــلُ رشـــقٍ بــنـارٍ مــالـهُ ثـمـنٌ

والــكـرُ والــفـرُ مِــيـزَانٌ ومِـعـيَـار


فـهل وعـى هـذهِ الأحداثُ خادمهمْ

وهـل درى أنَّ ديـنَ الـلّهِ مـضمار؟!


وهــل جـنى نِـعمَةً فـضلًا وعـافيةً

أم أنـهُ الـخزيَ يطوي سِفرَهُ العَار؟!


يـا أهـلَ غـزةَ مـهما سالَ مِنْ دمكمْ

فــــإنَّ مـوعـدَكـمْ عَـــدْنٌ وأنــهَـار


وإنَّ فـجـرًا سـيـأتي صـبـحُهُ أمــلًا

يُــرتِـلُ الـنـصرَ.... لـلـبُنيَانِ إعـمَـار


عـلـى سـواعـدكمْ أسـمـو بـقافيتي

وأنـتقي الـحرفَ والـمعنى واخـتار


واحـتسي مِـنْ لـمى فـوهاتكمْ دُررًا

تُـعـلِـمُ الــمـرءَ أنَّ الـحـربَ أســرَار


وأنـــهــا قِـــيَــمٌ فَــــنٌ وهَــادِفَــةٌ

ولـيـسَ مِــنْ شـأنها هـدمٌ وإضـرار


سـيكتبُ الـدهرُ أنَّ الـحربَ ملحمةٌ

عـظـمـى يـسـطّـرها بَــكـرٌ وعَـمَـار


وأنــهـا فـــي سـبـيلِ الـلّـهِ أُمـنـيةٌ

لــكـلِ مَـــنْ زانــهُ عَــزمٌ وإصــرَار


مـحمدُ الـضيفُ يـا شـبلَ الأباةِ ويا

سـيـفٌ عـلـى عُـصْبَةِ الأعـداءِ بَـتَّار


كـمْ مِـنْ قِـلاعٍ بـنو أسـوارها قِـمَمًا

وفــوقَ تـحـصينها سِـلـكٌ وأقـمَـار


تـبـدّدتْ كـلُـهَا فــي نـصـفِ ثـانـيةٍ

وأصـبـحتْ أثــرًا يـطـويهِ إعـصَـار


الــلّـهُ أكــبـرُ مـــا هــبّـتْ كـتـائـبُنَا

الــلّـهَ أكــبـرُ مـــا أحـرارنـا ثــاروا


الــلّـهُ أكــبـرُ مــا صـلّـتْ مـدافـعنَا

الــلّـهُ أكــبـرُ مـــا أبـطـالُـنَا غَــاروا


الــلّــهُ أكــبـرُ تـكـبـيرًا نــفـوزُ بـــهِ

يـومَ الـحسابِ إذا مـا اشتدّتْ النَّار


لـنا مـعَ الـقدسِ يـومٌ حـانَ موعدهُ

وجـيـشُنَا فــي سـبـيلِ الـلّـهِ كـرَّار


غــدًا سـيـشرقُ فــي أوطـاننا أمـلٌ

ويَـعـزفُ الـنـصرَ بـالألـحانِ قِـيـثَار


سـندخلُ الـمسجدَ الأقـصى علانيةً

ولـيـسَ فــي صـفِنَا ضـعفٌ وإدبَـار


يـا رب صـلِ عـلى الـهادي وشيعتهِ

وصـحبهِ ما همتْ في الناسِ أمطار


وآلِ بـيتِ رسـول الـلّهِ مـا سـطعتْ

شمسُ النهارِ وما في الأرضِ أحجار


عـــبــدالــمــلــك الــــعــــبَّـــ


ادي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق