.......................إِقْتَرَبَتْ اُلْسَّاعَةُ .......................
... الشَّاعر الأديب ...
...... محمد عبد القادر زعرورة ...
في بَعْضِ الْمُجْتَمَعَاتِ الْعَرَبِيَّةِ أَضْحَىَ الْكَثِيْرُ مِنَ الْرِّجَالِ وَالْنِّسَاءِ لَا يَأْبَهُونَ لِلْقِيَمِ وَالْأَخْلَاقِ الْعَرَبِيَّةِ وَلَا لِلْعَادَاتِ
وَالْتََّقَالِيْدِ الْإِجْتِمَاعِيَّةِ النَّظِيْفَةِ وَالْسَّوِيَّةِ وَلَا حَتَّىَ لِقِيَمِ
وَتَعَالِيْمِ الْدِّيَانَاتِ الْسَّمَاوِيَّةِ الَّتِي تُسَايِرُ كُلَّ عَصْرٍ مِنَ الْعُصُورِ
لِحِفْظِ كَرَامَةِ الْإِنْسانِ كَإِنْسَانِ وَمَخْلُوقٍ كَرَّمَهُ اللهُ وَمَيَّزَهُ
عَنْ بَقِيَّةِ الْمَخْلُوقَاتِ وَالْعَجْمَاوَاتِ جَمِيْعِهَا ،
وَذَلِكَ بِحُجَّةِ الْحَضَارَةِ وَالْتَّقَدُّمِ وَالْعَصْرَنَةِ ، مُتَنَاسُونَ أَنَّ
الْحَضَارَةَ في الْعِلْمِ وَالْفِكْرِ وَالْتَّقَدُّمِ الْعِلْمِيِّ واتِّبَاعِ مَكَارِمِ
الْأَخْلَاقِ في الْعِشْرَةِ وَالْتَّعَامُلِ الْإِنْسَانِيَّ مَعَ الْبَشَرِ مِنْ حُبٍّ
وَرَحْمَةٍ وَحَقٍّ وَعَدْلٍ وَمُسَاوَاةٍ بَيْنَ بَنِي الْبَشَرِ أَفْرَادَاً وَجَمَاعَاتٍ
وَمُجْتَمَعَاتِ ، لَا بِالْتَّعَرِّي في الْطُّرُقَاتِ وَرَفْضُ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقَ ،
وَتَقْلِيْدِ الْغَرْبِ تَقْلِيْدَاً أَعْمَىَ في كُلِّ ذَلِكَ عَلَىَ الْإِطْلَاقِ ...
إِقْتَرَبَتْ اِلْسَّاعَةُ وَاُنْشَقَّ الْقَمَرُ
وَغَاضَ الْمَاءُ وَانْفَجَرَ الصَّخِرْ
والْشَّمْسُ أَضْحَتْ تُرْسِلُ نَارَهَا
وَالْبَدْرُ صَارَ يُطْلِقُ بِالْشَّرَرْ
وَصَارَ الَّلَيْلُ يُشْرِقُ في الْصَّبَاحِ
وَأَضْحَىَ الْصُّبْحُ أَعْمَىَ بِلَا بَصَرْ
وَصَارَ الْصَّخْرُ يَنْضَحُ بِالْعُطُورِ
وَأَضْحَىَ الْوَرْدُ قَاسٍ كَالْحَجَرْ
وَأَضْحَىَ الْبَحْرُ كَيُنْبُوعٍ لِمَاءٍ
وَصَارَتْ عَيْنُ الْمَاءِ هِيَ الْبَحِرْ
وَالْطَّيْرُ أَصْبَحَ وَحْشَاً في الْفَضَاءِ
وَالَّلَيْثُ صَارَ جَبَانَاً كَالْبَقَرْ
وَالْنَّاسُ أَضْحَتْ تَحْيَا بِلَا ضَمِيْرٍ
وَصَارَ الْنَّذْلُ مِنْ خَيْرِ الْبَشَرْ
وَمَاتَ الْصِّدْقُ وَانْعَدَمَ الْوَفَاءُ
وَصَارَتْ شِيْمَةُ الْنَّاسِ الْغَدِرْ
وَالْظُّلْمُ أَضْحَىَ مُسْعِدٌ لِلْنَّاسِ
وَالْعَدْلُ أَصْبَحَ مُزْعِجُ لِلْبَشَرْ
مَاتَتْ عُقُولُ الْخَيْرِ في الْحُكَمَاءِ
وَصَارَ الْعَاقِلُ في الْنَّاسِ الْقَذِرْ
وَغَابَ الْحُبُّ وَاُنْتَشَرَ الْعَوِيْلُ
وَأَمْسَىَ الْنَّاسُ تُؤْمِنُ بِالْضَّجَرْ
وَصَارَ الْأَمْرُ فِيْنَا لِلْنِّسَاءِ
وَأَمْسَىَ يُدَاسُ بِالْنَّعْلِ الْذَّكَرْ
فَالْمَرْأَةُ صَارَتْ مِنْ غَيْرِ ثِيَابٍ
وَالْرَّجُلُ أَصْبَحَ أَدْنَىَ مِنَ الْحَشَرْ
وَتَمْشِي في الْطَّرِيْقِ بِلَا حَيَاءٍ
كَشِبْهِ كَاسِيَةٍ تَسِيْرُ وَتَفْتَخِرْ
تَبَاهَتْ بِالْتَّعَرِّي وَاُنْقَطَعَ الْخَجَلُ
وَصَارَتْ تَعْرَىَ كَمَا يَعْرَىَ الْشَّجَرْ
تُرِيْدُ هِيَ الْفَاعِلُ عَلَىَ الْإِطْلَاقِ
وَتَأْبَىَ أَنْ تَكُونَ ضَمِيْراً مُسْتَتِرْ
تُرِيْدُ تَكُونَ في عَرْضِ الْطَّرِيْقِ
وَتَأْبَىَ أَنْ تَكُوْنَ سَيَّدَةَ الْخِدِرْ
فَلَا دِيْنٌ وَلَا قِيَمٌ بِرَادِعِهَا
وَلَيْسَ لَهَا شَأْنَاً أَنْ تَسْتَتِرْ
عُقُولُ الْغَرْبِ تَغْزُوا نِسْوَةً
فَلَا رَادِعُ لَهَا وَلَا مَنْ يَنْزَجِرْ
وَالْحُجَّةُ أَنَّهَا مَالِكَةٌ لِلْجَسَدِ
تَأْمُرُ جَسَدَهَا إِنْ شَاءَتْ يَأْتَمِرْ
أُنْظُرْ تَرَىَ الْنِّسَاءَ شِبْهُ عَارِيَاتٍ
وَتَرَىَ الْرِّجَالَ لَا حِسُّ وَلَا خَبَرْ
.....................................
كُتِبَتْ
في / ٩ / ١١ / ٢٠٢٢ /
... الشَّاعر الأَديب ...
...... محمد عبد القادر زعرورة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق