حدثني اليوم عنك
يجمع العام حقائب الوجع
يغادر بموعد يفصله ساعات
دون أن يداوي جراحي وآهاتي
عيبه الوحيد أنه لا يعتذر وهو
يعلم آثاره على روحي وهي تئن
قلت له. هل تذكر حين طويت
ما طويت من ضحكات روحي
آخر مرة قالت بعينيها كلمات
ليست كالكلمات بل صمت أصاب
وأذاب ما في الفؤداي من شوق
حتى سالت الدموع كأنه فيض دجلة
والفرات أحزنه الفراق أشبه بالحسين
حين سيق إلى مقصلة بعيد الأضحى
ما أبكاني إلا لحظة تماثل بكاء بغداد
كنت أحب الإنتظار واليوم على قارعة
الهوى لم أعد انتظر منك أيها العام
غادر ولا تنتظر مني وداعا أحزنتني
جرفت كالسيل من كانوا بالأمس أحلى
معهم يبتسم السهر وتورق الأشجار
تتراقص الأغصان لما قدموا واليوم
ما عاد الفرح يبسط جناحيه عندنا
لا سلاما أيها العام قصفت وتقفت
سيفك لتذبح آخر حلم راودني
كانت تفرح وتجلس لتعدد خصالي
قدم الشتاء وسكنت البرودة قلبي
لم يعد يدفئني من يواسيني وحشتيني
من يطفئ لهيب الهجر الأبدي يا قدري
نسائم البحر كلها لا تسعفني ولا تسعدني
تجرحني أيها العام خذلان.أنت بلا.منازع
أيها العام إرحل ولا تعد أم أنك مجرد أرقام
عقارب الزمن تسجل الاندثار وانت تبارك
اليوم تقترب مني لحظات فيها تجديد
أحلم غدا وأنسى أنك كنت
السراب
بقلمي : البشير سلطاني

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق