الأحد، 25 ديسمبر 2022

الشاعر محمود علي علي يكتب نغم على وتر الزمان

 نغم على وتر الزمان

""“"

نَغَمٌ على وتر الزمان عزفته

        طُبِعَت على حَلَبَاتِه كَلماتي


غنّيت فيه لحن أنغام الصبا

       وسقيت روض الفل من دمعاتي


مرّت سنوُّ العمر إذ حكم القضا

        بغياب من أهواه عن روضاتي


عام مضى يتلوه آخر وانقضت

        من مثله عشر من السنوات


لاموا عليَّ أحبّتي صرف الهوى

        فشربت دمعا صافيَ العبرات


آليت أنيَ لا أتوب وأنثني

        إذ زاديَ التهتان من غيماتي


غلّقت بابيَ لاأريد ملامة

        حتى سَدَدتُ منافذ الطرقات


تالله ماكان الفراق بخاطري

        أو رمت بُعداً عنكمُ بحياتي


رفقا بحالة من يروم ودادكم

        هلّا عذرتمُ حالتي بشتاتي


الليل عنديَ حالك بظلامه

        حتى النهار بحلكة الظلمات


لا نجم يسطع في سمائيَ بعدما

        غابت ثريّايا عن الشُرُفاتي


زانت حياتيَ في الزمان هنيهة

        وازدان منها الند في الدوحات


ماكنت أحسب أن يغيبها الثرى

        وهي الثريا في علا السموات


آه على ذاك الزمان وقد مضى

        كوميض برق أو كغيم آتِ


نمضي ويبقى البرق في لمعانه

        والدهر كالدولاب في الدورات


عزفت على نغماته قيثارتي

        وترنّم الحسون في النغماتِ


زفت عروس الحزن في أقفاصها

        واسّاقطت من وقعها ثمراتي


فلطمت خدّي بالكفوف وعلّمت

      من وقع هولٍ في الصميم بذاتي


تاهت وتهنا في مهبّات الهوى

       إذ غاب سعديَ مذ فقدت فتاتي


هذي هي السمراء


هل لي مثلها

        سمراء في هذا الزمان بآتِ


محمود علي علي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق