الثلاثاء، 14 يناير 2020

الشاعر الأديب أ.د أحمد محمود يكتب قصيدة ضو الكاز المحررة هيلين شيشكلي

"قصيدة : ضو الكاز"
المقطع الثاني
كيف أنسى أجمل الليالي والأيام
عندما كان عمري ستة أعوام؟!!
كنت دائماً ألعب مع أقراني
في أزقة الخيام.
كنا نجري حفاة
بلا نعال على الأقدام.
في كل مساء
كنت أتلحف بالبطانية السوداء
وألتف بالطاقية أو الحرام
كان البرد القارس يوقظنا
ونحن في حالة من النيام.
كنت في سنتي الدراسية الأولى
في بداية العام
كنت أتمدد على بطني
أو أجلس القرفساء
ومصباح الكاز أمامي.
ومن عامود الخيمة
يتدلى فانوس الأحلام
كان ينير الخيمة
ويوفر البهجة،
والدفء والأنغام.
كانون، يا كانون
كم كانت سياطك اللاذعة
تدب في نخاع العظام!!
في ليلة صقيع قاسية
محملة برياح الأسقام
كانت أسناني تصطك
وكأني أعض على اللجام
ليلة هوجاء هوت علينا
بسياط الردى والحمام
كان البرد يعض
على يدي ورجلي
فتغدو أطرافي كالأورام.
كنت أحضر واجب الحساب
من دون مساعدة أبي أو أمي
كان ثقيلاً وصعباً ،
أصعب من شق الصخر الصلد
بحد بلطة الحطاب أو الحسام
وفي تلك اللحظة
هبت ريح زمهرير
معبأة بالرمل والرغام
وفجأة انطفأ فانوس الكاز
واسودت الدنيا أمامي.
(وإلى اللقاء في الحلقة القادمة)
بقلمي د. أحمد محمود
1 يناير 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق