رسالة غفران
توخيت في وجهك نواجم فجر السنا ، و مطالع أقمار الدجى ، و مهايف لطف رياح الصبا ، حين تهب على قزع السحاب و ديم الغمام ، و روابي خمائل الجمال و البها ، ﻷتفيأ ظلالها من لفح الهجير و حر اللظى ، فتجلى في محياك ما يسبي القلوب و يأخذ بالنهى ...
هل كان ذا وهمَ الخيال برقدتي
أم كان روضاً من رياض الجنة ؟!
حين استفاض بي الحنين جعلت من
ذكراك في قلبي بيادرَ غلتي
و شرعت أستجدي طيوفك علها
يا حبذا حيناً تجود بخطرة
خطرتْ ، و قد لمعتْ كبارقِ فرقد
تُكسى ببُرْدِ الضوء أبهى حلة
و الرُّوحُ و الريحان في أعطافها
كم منْ حياة تبعثن بميت
ناجيتها : لو تستطيبين البقا
هذا فؤادي قد أعدَّ و مهجتي
فلقد قطعت العهد في نفسي لمن
سكناه ما بين الفؤاد و مقلتي
ألا أرى بدا سواه بغفلة
و إذا صحوت فذا اﻷنيس بصحوتي
ناديتها : أن يا بهية طلعة
هات اسقني كأس النقا بمدامة
بيضاء ، صهباء الخمور كأنها
من خمر فردوس الجنان بنشوة
تسري بروحي و النعيم ، شفاؤها
من كل أدوائي ، و تبرئ علتي
أزجتْ إلي الكأس حين تيقَّنت
أني سأجزي دونها ببقيتي
ما الروح ؟! ما كل الدنى من رمشها ؟!
إني ﻷبذلها و لو في رمشة
هذي مقالة عاشق لجمالها
و رسالة الغفران لي في أوبتي
بقلمي / بيرق مجد /
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق