عتاب
قصيدة
بقلم الدكتور محمد القصاص
الثلاثاء 7 تموز 2018
يا حَظُّ يكفيني الزَّمَانُ عِنَــــــــــادا *** يكفي جُفوني بالهوانِ سُهــــادا
أسْقيتَني يا حَظُّ مُرَّاً ناقِعَـــــــــــــا *** حتى سَئمتُ فلا أطيقُ بُعــــادا
أحْبَبْتُ سلمى ، ثم ليلى مُوقِنَـــــــا *** أنِّي اهتديْتُ وقد سَلَوْتُ سُعَـادا
أتْعَبتَ روحي هل تَريدَ فناءَهـــــا *** وتحيلَ فجرَالمُدلجينَ سَـــــوادا
باعدْتَ أسبابَ السعادةِ والهنـــــــا *** وجعلْتَ ليلَكَ للردى مِيعَـــــادا
رافَقْتَ من همْ بالإساءَةِ أوغلـــــوا *** جَهلا فنلنا منهمُ الأحْقَـــــــــادا
شيدْتَ للآلامِ صرْحا شامخـــــــــا *** ومن المَهانة قد نظمْتَ قِـــلادا
قل لي بربِّك هل أضلُّ على الجوى *** هل لي بربك أن أَكونَ جَمَــادا
دعني أتيهُ إلى القِفارِ لعلنـــــــــــي *** أسْتَأنِسُ الأرْآمَ والآسَــــــــــادا
وأعيش في البيداءَ رُغمَ عُرِيَّهـــــا *** رُغْمَ القساوةِ لوأكونَ رَمَـــــادا
دمِّرْ صروحَ الحُبِّ وانسى أمرَها *** وانزعْ عمادَ البيتِ والأوْتــــادا
يا ربِّ إني قد أتيْتُكَ راجيــــــــــا *** فرَجَا قريبا غايةً ومُــــــــــرَادا
إني سئمتُ من المعيشـــة لا أرى *** غيرَ المصائبِ شرعَةً و مِهـادا
يا حظُّ ويحَكَ قد جَعلْتَ متاعبــي *** عبئَاً وصِرْتَ الحاكمَ الجَــــلَّادا
سترى شموسَك والكواكِبُ كلُّهـــا *** أفَلَتْ ببطءٍ واخْتَفَتْ آحَــــــــادا
وتعَثَّرَتْ عندي الخُطى وتعطَّلـتْ *** لُغَةُ الكلامِ فما استطعتُ جِلاادا
ومن الخطوبِ غدا يُزايلني أسـىً *** حيناً وقلبي لا يطيقَ عِنَــــــــادَا
فكأنَّ من زرعَ الشَّقَاءَ بِعُمــــــرِهِ *** يَجني الهُمُومَ مَواسِمَاً وحَصَـادا
هلْ للسَّعادةَ عودةٌ لديارنـــــــــــا *** يَومَاً فنَجْني بالهوى إسْعــــــادا
يَنْزَاحُ همُّ العاشقينَ بصبرهــــــم *** وأنا همومي تأتني أعْـــــــــدادا
يا حَظُّ هل تَبْقَى على ما شِئتَــــهُ *** هل تبقى فَضَّاً أمْ تَصيرَ جَـوادا
لكنك تُبدي لي عِدائِكَ تـــــــــارةً *** وإذا حِرَابُكَ مُرْهفاتُ حِــــــدادا
إرفقْ بنفسي لا تزيدَ مواجعــــي *** فلِكِلِّ ديْنٍ في الحياةِ سَــــــــدادا
وإذا عَمَدْتَ إلى التنائي مــــــرةً *** فاخترْ لنفسِكَ خؤونُ بِــــــــلادا
وانقشْ على كَفِّ الزَّمَان كلومنـا *** واجعلْ دمائي للنقوشِ مِـــــدادا
يا فلذةَ الأكبَادِ كنتمْ جَنَّتِـــــــــــي *** يوماً فصِرتمْ علقماً ونِكَــــــــادا
جاد الزمانُ ببعض لقياكـم ومـــا *** نلتُ السَّعادةَ أو قَضَيْتُ مُـــرادا
فانْفَضَّتْ الأيَّامُ تترى لمْ أجــــــدْ *** غيرَ المآسي والهمومَ مَعَــــــادا
دكتور محمد القصاص - الأرد
ن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق