السبت، 26 نوفمبر 2022

الدكتور صلاح شوقي يكتب آلام الفراق

 قصيدة العام 2022

(( آلَامُ الفِرَاقُ ))

كيف حالُكِ ، يامَن غطَّاكِ التُّرابُ

و تَرقُدِينَ ، خلفَ الجِدَارْ؟


هِيَ أيَّامٌ أعيشُها ، مُذ فارَقتِنِي

حبِيبتِي ، صِرتُ أتَجَرَّعُ المَرَارْ


مَاتَت بسمَتِي ، قتَلَنِي غِيابُكِ

أخافُ الَّليلَ ، لَيتَ لَيلِي نَهَارْ


يا رَفيقةَ دَربي ، مُذ رَحلتِ

دَمعِي يَحرِقُ ، مَا جَفَّ مِدرَارْ


قُومِي ، أتيتُ لِأُخبِركِ ، كثيرًا 

كنتُ فَظًا ، أتقبَلِينَ الاعتِذَارْ؟


كثِيرًا ظلمتُكِ ، ومِنكِ السَّمَاحُ

رغم أنِّي كُنتُ ، أفتَعِل الشِّجَارْ


وأُخبِرُك كنتُ ، أحبكِ بجُنُونٍ

وأخفي عَنكِ ، كثيرَ الأسرَارْ 


دارَت بيَ الدُّنيا ، أصبَحت عَالَةً علَى

أولادي ، مِنَ الدُّنيا ، كَيفَ الفِرَارْ؟


كَثيرًا أجهَشُ بالبُكَاءِ ، غدَروا بي 

ذكرياتنا تؤنِسُني ، لِقلبِي مَزَارْ


أتسمَعينِي ، مُذ رَحَلتِ ، غابَ

الفرَحُ ، ماتَت وُرُودِي ، جَفَّتْ الأزهَارْ


ضاقَت الدُّنيا بصَدرِي ، كَسَمَّ خِيَاطٍ 

إنفضَّ المَولِدُ ، إنطفَأت الأنوَارْ


فَتَبَدَّلَ حَالِي ، مُزرِيَةٌ أسمَالِي

أجُرُّ نِعَالِي ، يُراوِدُنِي الإنتِحَارْ


هزَمَني جنُود الألَم ، والحَيرَة

والفِكرُ ، والقَهر ، والانكِسَارْ


أينَ أذهَبُ ؟ أنادِيكِ وا حَبِيبَتاهُ 

عُودِي ، كلَّما دَخلْتُ الدَّارْ


يا مَن تقرأ أنَّـاتِي ، ولمْ تَرِقَّ لِحَالِي ،

فابحَث عن قلبِكَ ، بَينَ الأحجَارْ

                     


★★★

د. صلاح شوقي................. مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق